للمسلم الغلبة في كأس العالم في قطر..
س: ما علاقة كأس العالم بالإسلام؟
ج: لا علاقة، لكن حيث إنه يقام في قطر؛ فقد أتيحت للعالم كله الفرصة للتعرّف على الإسلام بطريقة لا يسمح بها الإعلام.
س: كيف علمت أن وسائل الإعلام لا تسمح بذلك؟
ج: حذفت وسائل الإعلام الغربية مقاطع تلاوة القرآن في افتتاح الفيفا، ولأول مرة في التاريخ رفضت المملكة المتحدة بث الافتتاحية، وبدلًا من ذلك عرضت مباراة كرة قدم للسيدات، ومقطعًا عن انتهاكات قطر لحقوق الإنسان.
دعني أمهد لهذه المقالة بالتنبيه على أمر مهم:
«لا أحد كامل!»
لا أنا، ولا أنت، ولا أي دولة في هذا العالم، واستخدام هذه المقدمة: «لا أحد كامل» ليس ذريعة لتسويغ خطأ نقترفه، بل مقدمة للإقرار بالأمور الحسنة دون توقع الكمال أولًا.
دعونا نناقش أمر كأس العالم والرسالة التي يسهم في إيصالها للمسلمين خارج العالم الإسلامي!
كأس العالم.. لكل العالم
تنتشر أخبار كأس العالم المقام في الشرق الأوسط أول مرة في التاريخ على وسائل التواصل الاجتماعي، وأثارت قواعد كأس العالم في قطر ردود أفعال سلبية من الدول الغربية، لكنها قدمت أيضًا رسالة عن السلام وقيم الإسلام لا يمكن لأحد أن ينكرها.
س: ما قواعد قطر لكأس العالم؟
ج: «لن نغير ديننا بسبب كأس العالم الذي يستمر 28 يومًا».
روى أبو هريرة أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: أربعةٌ يُصبِحونَ في غضبِ اللهِ ، ويُمسونَ في سَخطِ اللهِ قلتُ : مَن هُم يا رسولَ اللهِ ؟ قال : المُتشبِّهونَ مِنَ الرِّجالِ بالنِّساءِ والمتشبَّهاتُ من النِّساءِ بالرِّجالِ ، والَّذي يأتي البهيمةَ ، والَّذي يأتي الرِّجالَ.
روى أبو هريرة
أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: لعن اللهُ سبعةً من خلقه من فوقِ سبعِ سماواته، وردَّد لعنَته على واحدٍ منهم ثلاثًا، ولعن كلَّ واحد منهم لعنةً تكفيه،
قال : ملعونٌ من عمل عملَ قومِ لوطٍ، ملعونٌ من عمل عملَ قومِ لوطٍ، ملعون من عمل عمل قوم لوطٍ .
- ملعونٌ من ذبح لغير اللهِ .
- ملعونٌ من أتى شيئًا من البهائم .
- ملعونٌ من عق والدَيه .
- ملعونٌ من جمع بين المرأةِ وابنتها .
- ملعونٌ من غير حدودَ الأرض .
- ملعونٌ من ادَّعى إلى غيرِ مواليه.
س: إذًا، ما هذه القواعد التي تندرج تحت راية الإسلام؟
ج: المنع من:
- التقبيل في الأماكن العامة.
- ارتداء التنورات القصيرة والملابس الشفافة.
- حمل إشارات المثليين.
- العلاقات المحرمة.
- شرب الكحول في الملاعب.
س: ماذا تعني القواعد التي تفرضها قطر؟
ج: لأول مرة منذ زمن طويل، أصبح لمعتقدات المسلمين صوت تدعمه قوة عالمية!
بصفتنا مسلمين نعيش في الغرب اخترنا أن نكون في مجتمع لا يعيش فيه غالبية مسلمة، نتسامح ونحترم اختيارات الناس وإن لم تتوافق مع منظومة اعتقاداتنا، ليس كوسيلة للقبول، ولكن كوسيلة لاحترام القوانين.
يمكن لكل أمة أن تختار القوانين والقواعد التي تحكم بلدها، لذلك تحمل قواعد كأس العالم في قطر العقيدة الأساسية للقيم الإسلامية.
يخبرنا القرآن:
أن الله دمر أمة بأكملها لممارسة الشذوذ الجنسي، وهذا لا خلاف في كونه محرمًا كما لا خلاف في حرمة أكل الخنزير وشرب الخمر.
لأول مرة منذ فترة طويلة سمح لنا شخص مالك للسلطة بأن نكون مسلمين بلا استحياء!
لا تسمح قواعد كأس العالم في قطر
لأي لاعب أو مشجع بارتداء شارة فخر المثليين أو أي إعلان فخر للمثليين، ويُعبَّرُ عن دعم فلسطين علنًا، ولا تُغيَّر القوانين ولا تُحرّف الأخلاق!
بصفتنا مسلمين، فإن ديننا حاسم في هذه الموضوعات؛ لأن الله قد وضحها في كتابه، وما يحب الله نحبه وما يبغضه الله نبغضه، نتعبد إلى الله بهذا بقدر إيماننا وكلما اقتربنا من الله كان الخضوع لشرائعه أيسر، والعكس بالعكس، كلما ابتعد الشخص حاول تسويغ ما هو واضح في الإسلام.
لذلك، ما زلت تجد المسلمين يؤيدون ما حرم الله سواء كان اللواط أو شرب الخمر أو الزنا.
قواعد كأس العالم في قطر تصب في صالح قيم الإسلام
بالطبع هناك أشياء مخلة بالقيم الإسلامية كتقديم المشروبات الكحولية في منطقة المشجعين، ومع ذلك فأخف الشرين وأقل الضررين عدم السماح بشرب الكحول في الملاعب، وأحدث هذا ردَّ فعلٍ عنيفٍ وغاضبٍ، لكنَّ قطر لا تكترث.
لا تصح صلاتنا إذا أصابت الخمرُ الثوبَ دون تطهير؛ لأنها محرمة نجسة، فقواعد قطر تؤيد العبادات الإسلامية دون مواربة.. لكن في العالم غير الإسلامي هذا مسموح به.
لكن لماذا يجب أن يكون في بلد مسلم؟
إن قواعد كأس العالم في قطر تُشعر المشجعين المسلمين بالراحة والدعم.
لماذا يهم أصلا!
يحق لكل فرد أن يفعل ما يريد في مساحته الخاصة.
لقد أعطانا الله هذه الحرية، لكن تترتب عليها مآلات إذا كانت اختياراتنا تتعارض مع أوامره.
ومع ذلك فباعتبارها دولةً إسلاميةً تعطي تفهم رعاياها ورعايا الدول المحيطة بها الأولويةَ، ولأول مرة اتسعت قواعد كأس العالم في قطر للمسلمين!
هذا شعور طيب.. بل شعور منعش!
ينتشر كلام نبينا الحبيب ﷺ في الدوحة، ويُرفع الأذان في جميع أنحاء قطر، وترتدي النساء المسلمات الحجاب أو النقاب، يُقرأ القرآن في ملعب يسع 80 ألف شخص ويُذاع في جميع أنحاء العالم.. هذا كله باعتزاز وفخر دون مواربة!
تجربة أتاحت لمشجعي كرة القدم أن يتعرفوا على الإسلام والمسلمين بشكل لم يكن له مثيل من قبل!
لقد أتيح للناس في كأس العالم في قطر أن يتعرفوا على الإسلام الحقيقي وليس الدعائي الموجه من قبل الإعلام الغربي!
الدوحة
مليئة بالمناطق التي تُمكِّنُكَ من التعرف على الإسلام أو أداء شعائره كارتداء الحجاب، فيرى العالمُ الإسلامَ في صورة مختلفة غير التي صدرتها له وسائل الإعلام.. يصلي المشجعون المسلمون علانيةً مع تردد صدى الأذان في جميع أنحاء المدينة.
كل هذه المبادرات، وأشياء أخرى كثيرة.
في أثناء عرض لفنان كوميدي في منطقة المشجعين في قطر، أُوقِفَ العرض لدخول وقت الصلاة! متى حدث هذا في أي حدث عالمي مضى؟!
لأول مرة نرى الغلبة للمسلمين، فلم يعد المسلم غريبًا ولا يحتاج إلى تبرير!
في العالم الغربي، نحن نحارب ضد تلقين عقيدة جعل الفجور جزءًا من “العادي” والطبيعي.
لم يفطرنا الله على هذا، حتى لو احترمنا قوانين المكان فلا يتعين علينا قبولها ولا فرضها على أطفالنا.
لا يحق للغرب أن يفرض قيمه على العالم، بل لقطر الحق في التمسك بقيم المسلمين، والأمر متروك للشخص الذي يزورها ليحترمها.
إن دولة قطر كقوة عالمية وجزء من أمة محمد ﷺ؛ داعمة للأمة بشكل مؤثر!
إذا كنت تريد معرفة المزيد عن الشريعة الإسلامية واعتقاد المسلمين، فتواصل معنا هنا.. الإسلام دعوة لكل البشر:
“أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”
إن الإسلام دين، وليس ثقافة، إنه أسلوب حياة لكل البشر، بغض النظر عن خلفياتهم المكانية، أو التراثية!
يخاطب القرآن كل البشر أجمعين بخطاب واحد: {ﲌ ﲍ ﲗ} بشكل مباشر 306 مرةً، وبشكل غير مباشر أكثر من ألفي مرة في أكثر ِمن 6000 آية.
إن الإسلام دين سلام حتى لغير المسلم، فقد ندب إلى البر مع الحزم وعدم التهاون في معتقداتنا!
أعطت قواعدُ كأس العالم في قطر العالمَ نظرةً مباشرةً عن حقيقة الإسلام، لا الإسلام الذي تقدمه وسائل الإعلام.
لجأ المعجبون إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن استمتاعهم في قطر.. يحبون حسن الضيافة والإقامة والنظافة والتنظيم والألعاب!
عندما يتعلم المسلمون قَبول أنفسهم -كما فعلت قطر- واضطرارهم إلى الوقوف بمفردهم، وتحملهم مقاطعة دول المنطقة؛ فإنهم ينهضون.
إنهم مسلمون ولا يحتاجون لتقديم التسويغات! ويدركون أنه لا يمكن استمداد القبول من خلال آراء الناس أو الأمم، ولا يعتمد القبول أيضًا على قواعد العالم الحديث، فنحن نتحرر من أي قيود خوف، فلا نخشى إلا الله! فنحن أمة محمد، وأمة محمد ﷺ على هذا النحو، نتعلم تطوير أنفسنا دون المساومة على الموقف الأخلاقي أو القيمي.
0 Comments
Oops comments are disabled