تلاوتك للقرآن في رمضان أمرٌ جليل
لماذا نُكثر من قراءة القرآن في شهر رمضان؟
أترغب في امتلاك قوة لتغيّر بها عالمك؟
هل تريد شيئًا يهوّن عليك الشدائد ويشفيك من العلل ويهديك السلام الداخلي، بل وأكثر من ذلك؟
إن رحلتك مع القرآن في رمضان هي رحلتك لبلوغ هذه البركات العظيمة.
لا يخفى أن الأمة الإسلامية كلها تخطط للإكثار من تلاوتها القرآن خلال شهر رمضان. حتى إن البعض لا يقرأ القرآن إلا في رمضان، وهذه لا شك بداية رائعة! فالهدف من هذا هو تخصيص هذا الشهر الكريم بالقراءة والتدبر وتعلم القرآن.
إذن ما الذي يدفعنا لنستمر على قراءته ومواصلة تدبره في الشهر الكريم؟
إن إدراكنا لأهمية تلاوة القرآن في رمضان هو بمثابة دافع كبير لنتعهده بهِمّة طوال الشهر.
ودونك مثلا خمسة أسباب توضح أسباب العناية بالقرآن خلال شهر رمضان:
-
كان أولُ نزولِ القرآن في رمضان.
{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا (أي: أمر مِّنْ عِندِنَا ۚ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}
هل تعلم أن القرآن نزل على مرحلتين اثنتين؟
كانت المرحلة الأولى في اللوح المحفوظ (Lawh al Mahfouz)، أما في المرحلة الثانية نزل مفرقًا على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- على مدار ثلاثٍ وعشرين سنة، وقد كان بدء نزول القرآن وكتابته في اللوح المحفوظ في شهر رمضان.
فقد ميز الله شهر رمضان واختصه بالقرآن؛ وبهذا نؤكد الصلة بين تلاوة القرآن ورمضان.
-
يتضاعف أجر تلاوتك للقرآن في رمضان.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، -رضى الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ . وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ “.
كما تتضاعف جميع الأجور في شهر رمضان المبارك؛ يتضاعف كذلك أجر تلاوتك للقرآن! فمع كونك في حالة عبادة مستمرة أثناء صيامك، فإنك تكون ذاكرًا لله تعالى فوق ذلك.. أجور مضاعفة بإذن الله.
قد يجد البعض في تلاوة القرآن جهادًا كبيرًا، ولذلك تضعف همتهم عن تعهده والعناية به.. صحيح أن تعلم قراءة القرآن يستغرق وقتًا؛ لكنك كلما ازددت له ممارسة يغدو سهلًا عليك.
يواسيك في هذا معرفة أن أجر من يشق عليه تعلم القرآن يتضاعف كذلك. تخيّل شهرًا بأجورٍ مضاعفة، وما عليك إلا أن تستمر في فعل ما كنت تفعله!
وسواء شقّ عليك الأمر أم لا، فبمجرد انهماكك في هذه العبادة تكون قد حُزتَ الفلاح إن شاء الله. والحديث الآتي يُذكرّنا بهذا:
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران” (صحيح البخاري ومسلم)
-
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتدارسه كل عام.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ كَانَ يَعْرِضُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ كُلَّ عَامٍ مَرَّةً، فَعَرَضَ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ فِي الْعَامِ الَّذِي قُبِضَ، وَكَانَ يَعْتَكِفُ كُلَّ عَامٍ عَشْرًا فَاعْتَكَفَ عِشْرِينَ فِي الْعَامِ الَّذِي قُبِضَ {فِيهِ}.
في رمضان من كل عام؛ كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعرض القرآن على جبريل الملَك. وفي شهر رمضان الأخير من حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-، عرضه على الملَك جبريل مرتين. ومرةً أخرى، هذا دليل آخر على أن الإكثار من تلاوتك القرآن في رمضان أمر مستحب كما ورد في السنة النبوية (هَدْي النبي محمد -صلى الله عليه وسلم).
-
شُرعت التراويح في رمضان.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “من قام رمضان (صلاة التراويح) إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”. (البخاري ومسلم).
وصلاة التراويح هي نافلة جهرية تقام في شهر رمضان، ينوي الإمام ختم تلاوة القرآن فيها خلال هذا الشهر المبارك. ولا تُقام التراويح في أي وقت آخر من العام باستثناء شهر رمضان. لذا؛ فلنشدُد من أزرنا ونكثر من العبادة وتلاوة القرآن خلال شهر رمضان.
-
ختم القرآن كاملًا في رمضان من السنة.
كما ذُكر آنفًا؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعرض القرآن كاملًا كل رمضان على جبريل. والإكثار من تلاوتك القرآن في رمضان غايته اتباع هذه السُنة بنية تلاوة القرآن كاملًا في رمضان. وحتى لو لم تبلغ تلك الغاية؛ فإنك ستزيد من مقدار وردك المعتاد من القرآن. لن يمنحك هذا أجورًا مضاعفة لعبادتك فحسب، بل ستأخذ أيضًا أجر اتباعك السنة. كَم يبدو هذاعظيما!
لا ريب في أن القرآن معجزة، ويحوي بداخله كل ما نحتاجه للفلاح، وفيه كل الحلول لكافة المشكلات، فهو ينبوع راحتنا. والقرآن كلام الله؛ لذا فهو مملوء جلالًا وهيبة! ولأجل ذلك فإن جعله جزءًا لا ينفك عن حياتنا أمرٌ ضروري لزيادة البركات في حياتنا.
فسواء كانت تلاوة القرآن شاقة عليك أو يسيرة، وسواء كان ذلك أمرًا لم تعتد على فعله، أو كان الله قد أنعم عليك بختمه كاملًا مرات عديدة من قبل.. يظل هناك اعتقاد بأن العناية بتلاوة القرآن وتعهده في رمضان لهو أنجع وسيلة تنال بها الفلاح إن شاء الله. تقبل الله منا جميعًا.
0 Comments
Oops comments are disabled