إن الزواج رحلة، وفي كل رحلة يمكنك أن تكون على أتم الاستعداد لها أو أن تكون غير مهيأ لها، فإذا أخذنا بعين الاعتبار أنها رحلة طويلة -إن شاء الله- فقد تحتاج إلى استخدام بعض الوسائل لإعانتك.

وحيث إن هناك نصائح سيسمعها المتزوجون حديثًا، فإن هدفي يكمن في إبقائها بسيطة وواقعية؛ إذ تعاني الزيجات الإسلامية من صراع أشد عمقًا؛ لأن الكثير منها يبدأ بتوقع المحال.

كيف يمكنك تحدي المستحيل؟

لقد حصرتهم في ثلاث نصائح؛ يحسن بك مراعاتهم ووضعهم على رأس الأولويات في علاقتك، وبالتزامك بهذه المبادئ سيكون لديك قاعدة وعقلية مستقرة تحركك خلال هذه الرحلة.

 

1- حافظ على نبرة صوتك

ما الذي نفعله عند لقائنا بشخص للمرة الأولى؟ إن كنا مهتمين فسنبذل قصارى جهدنا لنُظهر أفضل ما لدينا.

لا يختلف الزواج عن هذا.. يرغب كل واحد من الزوجين في نيل إعجاب الآخر، ويبحثان باستمرار عن طرق إظهار قيمتهم لشريكهم، وفي نهاية الأمر نتطلع لنظهر أفضل ما لدينا لشركائنا ليقبلونا، هنا تكمن المشكلة، لا يمكننا المحافظة على حالتنا المثلى؛ فنحن بشر ولا بد أن نزلّ، وربما في أحد الأيام نجد شريكنا منزعجًا، وبدلًا من الابتسام بصبر ننفجر فيهم لسبب لا يستحق، حينها سيسيئ شريكك فهم حالتك، وقد يفهم أنها إظهار للرفض.

كيف نصلح ذلك؟

بدايةً يجب أن تفهما بأنكما كنتما تتصرفان بمثالية عندما تزوجتما؛ لهذا السبب يسمى «فترة شهر العسل»، فكل ما يفعله شريكك يكون مثيرًا لإعجابك، لكن وبمرور الوقت يتلاشى الإعجاب تدريجيًّا؛ لذا يجب أن تستعدا لهذا بشكل علني عن طريق التواصل.

يجب على الزوجين تعّلُّم التواصل الجيد في بداية زواجهما؛ فهذا ما سيسيران عليه سنين، وهذا يعني أنك بحاجة للتحدث صراحة وبلطف على الدوام؛ فزوجتك تسمع نبرة صوتك فكن حريصًا في كل مرة تتحدث فيها خاصة في المواضيع الحساسة.

 

 

2- ليكن هدفك أن تفهم لا أن تُغيّر

عند الطلاق ستسمع من الأزواج عبارات مثل: «لن يـ/تتغير»، أو «إذا لم يتغيروا الآن فلن يتغيروا».

المشكلة هنا ليست في أن الموقف يجب أن يتغير، بل في أن أحدهما أو كلاهما يتوقع أن يتغير الشخص الآخر حتى ينضبط الموقف محل النزاع

والزواج لا يتغير إلا بناءً على كيفية تحركك داخله.

عادةً ما تكون استجابتنا بناءً على فهمنا لنيات أزواجنا، فنحن نتقارب جدًّا في الزواج فنتعامل مع الزوج بناءً على ما نظنه من نياته..

ببساطة هذا ليس عادلًا، ومع ذلك فكلنا نفعل هذا بدون حتى أن نعي ذلك؛ لذا يجب عليك مراجعة ذلك خاصة في سنوات الزواج الأولى.

الزواج الإسلامي تحكمه آداب الإسلام فلا يشبه أي زواج آخر، وهذا يعني أنه لا يحق لأي أحد تقرير نية شخص ما

لذا يحسن بالمؤمن أن يمنح الطرف الآخر فرصة لبيان نواياه، وهذا ما يصعب تطبيقه في الزواج؛ لأننا نظن بأننا «نعرف» لكننا لا نعرف.

إن لم تكن راضيًا عن شيء في زواجك فتحدث بشأنه مع الطرف الآخر بلطف

فإن لم يُحدِث التواصل وضعًا ملائمًا للطرفين؛ فأنت بحاجة لتغيير كيفية رؤيتك للأمور.

إن السبيل لبناء زواج قوي وثيق يكمن في الرغبة في فهم شريكك دون حُكم مُسبق،

فمحاولة فهم شريكك هي غايتك، ففهم كلا الزوجين للآخر يؤلف بينهما، لا لتلاعب أحدهما بالآخر أو السيطرة عليه.

وهذا يتطلب وقتًا وصبرًا، خاصة مع حدوث أخطاءٍ كثيرة غير متوقعة؛ لذا باختيارك أن تفهم تكون قد اخترت أيضًا أن تعتذر عن الأوقات التي تفشل فيها في فعل ذلك.

 

3- الزيجات المسلمة بحاجة إلى عادات زوجية

إن إنشاء أنماط سلوكية إيجابية في الزواج ضروريٌّ لاستمرار الزواج في الأوقات الصعبة،

وأخص بالذكر «الزيجات الإسلامية»؛ لأن كثيرًا من الزيجات تتخذ موقف الدفاع

فأرى العديد من الأزواج المسلمين لا يحاولون إلا عندما يبلغ انزعاج كلا الشريكين مداه،

وعادةً ما تكون محاولاتهم من أجل أطفالهم أو آبائهم، لا من أجل أنفسهم.

إن إنشاء عادات أو تقاليد إيجابية بين الأزواج يعني أن الزوجين يفعلان شيئًا ما بينهما بمحبة وباستمرار حتى عندما في أوقات الإحباط.

لذلك لنفترض بأنكما قد قررتما أن يكون استقبال أحدكما الآخر عند القدوم إلى المنزل بالنهوض من النوم وتبادل العناق،

يبدو هذا رائعًا عندما يكون كل شيء على ما يرام، لكن سيصبح بالغ الصعوبة عندما تكونان غاضبين،

ومع ذلك فقد وعدت بالالتزام بهذا حتى في وقت الغضب، وهذا ما يسمى «عادة زوجية». 

لا يلزم أن يكون المثال نفسه بالأعلى أو أن تكون عادة واحدة

لكن عادة واحدة تكون أكثر سهولة في الالتزام والمواصلة حتى عندما تكون مستاءا

وأيًا ما كان اختيارك؛ فيجب أن يصبح عادة.

قالت إحداهن ذات مرة إنها اعتادت هي وزوجها كل ليلة أن يقولا: «ما أحبه فيك هو…» ويبدأن بذكر الأشياء المحببة،

ورغم أنه يصعب جدًّا فعل ذلك عندما يكون الزوجان غاضبين فإنه يُلين قلب كل منهما تجاه الآخر.

ويرى عالم النفس الإكلينيكي «جوردان بيترسون» أنه:

«لا بد للأزواج من قضاء 90 دقيقة كل أسبوع للحديث عن حياتهم والبقاء في نفس الصفحة معا».

الفكرة الأخرى:

هي أن يشمل أحدكما الآخر في دعائه كل ليلة قبل النوم وفق ما يجري في الحياة.. ولتنهياه بعناق، أو قُبلة، أو ربتٍ على الظهر.. أيًّا ما يكون؛

اجعلا لكما العادات التي تخصكما وحدكما واستمتعا بها

وعندما تطفو تلك المشكلات الصغيرة على السطح سيساعد ذلك على عدم تصعيدها وتصبح مشكلة أصغر.

تنجح هذه النصائح الثلاث عندما تصبح طريقة تفكير لكلا الشريكين

لذا فأقترح عليك أن تبادر بإرسالها إلى زوجك الحالي إذا كنت متزوجا أو المستقبلي،

وكلما تعلمتما المزيد تصبحان أكثر وعيًا، وتسعيان للفهم، وتخلقان عادات إيجابية بينكما.

 

عن الكاتبة:

شيرين باتل

لتعلم المزيد عن فقه الزواج في الإسلام، من فضلك زُر هذا الرابط.