إليكم طريقة لتعلم التجويد، وهي ليست صعبة على الإطلاق.

ربما تتسائل:

ماذا لو كنت أتلو هذا بطريقة خاطئة؟

هل نطقت هذا بشكل صحيح؟

هل سبق لك محاولة لفظ بعض الكلمات العربية وشعرت بالإخفاق؟

يا ترى هل جعلتك تلاوتك للقرآن تشك في كون صلاتك مقبولة أم لا؟

كل ما سبق كان مثالًا عن التساؤلات التي تقفز لذهنك كلما قرأت القرآن..

حسنًا، لدينا إجابة شافية لك!

هل خطر على بالك يوما أن تتعلم التجويد ولكنك كنت تتناسى ظنا أن الأمر صعب؟

إذا كنت تفكر على هذا النحو، تابع القراءة!

 

موضوع تعلم القرآن بالتجويد يجعل الناس في حيرة؛ ظنا منهم أن الأمر معقد وممتلئ بالقواعد التي يصعب تذكرها حين تطبق.

إن بعض الناس حين يحاولون تلاوة القرآن بشكل جميل يخطئون في التجويد.

يكمن أساس التجويد في قراءة الحروف بشكل صحيح، وعندما تتعمق في دراسة التجويد ستتعلم قواعد مثل القلقلة أو الإدغام، لكن الدراية بتلك الأمور ليست شرطا في البداية، وليس مطلوبًا منك أن تتلو القرآن كتلاوة الشيخ المتقن الذي تسمعه في تلفازك.

 

لماذا يجدر بكل مسلم أن يتعلم التجويد؟!

اللغة العربية متفردة، وإحدى سمات تفردها يكمن في الحروف، إذ إن لكل حرف مخرجًا مميزًا يتكون فيه، وهذا ما يسمى بمخارج الحروف التي هي أساس التجويد وما يجدر بكل مسلم أن يعرفه.

ففي اللغة العربية إذا تغير مخرج الحرف تغير المعنى بالكامل.

دونكم مثال:

في سورة الإخلاص مثلا، ننطق ” قل” قاف مفخمة شديدة، إذا تم استبدالها بحرف ” الكاف” حرف مرقق، يتغير معناها من القول إلى “كل” من الأكل، وبذلك يتغير كامل المعنى في الآية القرآنية.

هذا مثال يتضح منه كيف يؤدي النطق الخاطئ للحرف إلى تغيير المعنى.

وبغير معرفة النطق الصحيح للحروف تزداد احتمالية تغيير معاني القرآن الكريم، ولهذا السبب تحديدا يجدر بكل مسلم أن يتعلم التجويد، ربما هذا هو الجزء الأصعب في التجويد، لكنه الأكثر أهمية في تلاوة القرآن.

 

تجويد القرآن والتلاوة.

عن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قال سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمٍ، يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ،

فَإِذَا هُوَ يَقْرَؤُهَا عَلَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَذَلِكَ، فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ فِي الصَّلاَةِ فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى سَلَّمَ،

ثُمَّ لَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ أَوْ بِرِدَائِي فَقُلْتُ مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ؟ قَالَ: أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قُلْتُ لَهُ:

كَذَبْتَ فَوَاللَّهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَقْرَأَنِي هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي سَمِعْتُكَ تَقْرَؤُهَا‏.‏

فَانْطَلَقْتُ أَقُودُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ بِسُورَةِ الْفُرْقَانِ عَلَى حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيهَا،

وَأَنْتَ أَقْرَأْتَنِي سُورَةَ الْفُرْقَانِ‏.‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏”‏ أَرْسِلْهُ يَا عُمَرُ، اقْرَأْ يَا هِشَامُ ‏”‏‏.‏

فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ يَقْرَؤُهَا‏.‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏”‏ هَكَذَا أُنْزِلَتْ ‏”‏‏.‏

ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏”‏ اقْرَأْ يَا عُمَرُ ‏”‏‏.‏ فَقَرَأْتُ، فَقَالَ ‏“‏هَكَذَا أُنْزِلَتْ ‏”‏‏.‏ ثُمَّ قَالَ ‏”‏ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ‏”‏‏

 

(صحيح البخاري-4992)

 

إذا، ما هو تجويد القرآن؟

تجويد القرآن مختلف عن ترتيل القرآن.

فإن أساس التجويد يكمن في نطق الحروف بشكل صحيح وإعطاء كل حرف حقه، وعليه قراءة كتاب الله بوضوح و بدون أخطاء.

ومن المهم أن تعي هذا جيدًا؛ حتى لا ترهق نفسك بالتفكير في القواعد، فعندما تخطر فكرة التجويد على عقلك، لا تظن أن الأمر معقدا، بل تذكر دائما أن أساس التجويد هو أن تتعرف على الحرف ومن ثم تنطقه بشكل سليم.

 

أربع خطوات لتعلم التجويد.

 

1- ابدأ مع معلم.

أفضل طريقة لتعلم التجويد هي التعلم مع معلم.

لا توجد طريقة أسهل أو أسرع لمعرفة كيفية نطق الحروف بشكل صحيح، فقط يمكن للمعلم أن يصحح لك ويرشدك أين تضع لسانك، وبإمكانه أن يكشف لك هل تنطق بشكل صحيح من المخرج الصحيح أم لا.

إن التدرب مع معلم يعتبر أفضل طريقة للتعلم حيث تحصل على تقييم فوري لقراءتك.

 

2- استخدم الرسوم التوضيحية.

يمكن للرسوم التوضيحية أن تفيد المتعلمين البصريين، عن طريق توضيح مخارج الحروف لهم.

يقوم بعض الطلاب بطباعة الرسوم، ولصقها على الحائط في المكان الذي يدرسون فيه، لسهولة الرجوع إليها أثناء دراستهم.

 

3- استمع إلى القرآن مسجلا.

إن الاستماع إلى القراء المتقنين يفضي بتأثير إيجابي على تلاوتك، هذه الطريقة مفيدة للمتعلمين السمعيين.

 

4- استخدم مرآة.

استخدم المرآة لمعرفة من أين يأتي الصوت وأين تضع لسانك من شأنه أن يساعد المتعلمين الحسيين الذين يميلون إلى طريقة عملية أكثر.

 

وإن لم تكن تعرف أي نوع من أنواع التعلم يناسبك، فجرب معلم!

المعلم يمكنه أن يطبق معك كل أساليب التعلم، كما وُضّح آنفا، كما يمكنه أن يعطيك تقييمات فورية، وتصحيح الخطأ بشكل سريع قبل أن تعتاده، إذ إن أسوأ ما قد يحدث في العملية التعليمية هو أن تعتاد نطق حرف ما بشكل خاطئ.

 

 

جاهد ولا تقنط!

 

” ورتل القرآن ترتيلا”

سورة المزمل- الآية 4

 

استحضر أن تعلم التجويد يعتبر رحلة وعبادة.

قد يُعد الأمر صعبا بالنسبة لغير الناطقين باللغة العربية خاصة، لكن حاول ألا تصاب بالإحباط فربما يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تنطق الحروف بشكل صحيح و بأريحية.

عندما تتعلم القرآن لأول مرة، حاول أن تحقق الصوت وتضخمه، فهذا يساعد في تدريب نفسك على النطق بالحرف من الجزء المحدد المنوط بإخراجه.

وعندما تبدأ في اعتياد نطق الحرف بسلالة، حاول أن تخفف من تحقيق الحرف؛ حتى تبدو قراءتك عفوية وطبيعية.

الممارسة هي لُب تعلم التجويد، لذلك لا تستسلم، فبعزم النية على إعطاء القرآن حقه، سيكون دافع الاستمرار حاضرًا على الدوام.

إذا واجهتك مشكلة، فنحن هنا على بعد ضغطة واحدة نقدم لك الدعم.

أخيرا، لا تنسى مكافأة نفسك على طول الطريق، ونحن أيضا نود أن نشاركك إنجازك والاحتفال معك. شارك معنا على إنستجرام معدل تقدمك وأشر إلينا.

بارك الله لكم في رحلتكم، وبارك لكم في مساعيكم في رضا الله، آمين.