ست طرق ذات مغزى لبناء التوكل على الله و تعزيز ثقتك بالله

هل تشعر بالقلق من الحياة؟

هل يقلقك ارتفاع أسعار المنازل؟

أم أن الخوف على مستقبل أطفالك يسيطر عليك؟

ربما تفكر كثيرًا في ماذا إن حدث كذا وكذا؟

والجواب مفاده أن علينا كمسلمين أن نعقلها ونأخذ بالأسباب ونتوكل،

ففي الحديث الشريف عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أنَّ رجلًا أتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال يا رسولَ اللهِ أُرْسِلُ ناقتي وأتوكَّلُ أم أعقِلُهَا وأتوكَّلُ قال: بل اعْقِلْها وتوكل

(جامع الترمذي- 2517)

لا شك أنه يجب علينا المحاولة، نحتاج أن نبذر الزرع ونرويه ونبذل الوسع لرعايته، ومن ثم نترقب النتائج

إن هوسنا بالخوف من عدم الاستقرار يورثنا العجز عن الانتباه لحياتنا والتيقظ للحظة الحاضرة

ولذا فإن تحقيق السكينة في حياتنا يتطلب منا التراجع بضع خطوات:

١- ابذل وسعك باعتدال

حياة المسلم حياة متزنة، وكلما حدنا عن هذا التوازن؛ وجدنا أنفسنا في حالة من التخبط، حتى وإن كان هذا يبدو مفيدًا في بادئ الأمر.

هذا التخبط قد يكون في صورة اضطراب نفسي أو تعب جسدي أو يفضي بنا إلى حالة من الفراغ العاطفي، من دون أن نملك القدرة على أن نكون سعداء في أي حال.

ولكي نستفيد من أعمالنا؛ علينا أن نبذل جهدًا مناسبًا، ثم نتوقف عن القلق، ومن ثم نتوكل على الله كما ورد في الحديث الشريف آنفا. كما لا يصح أن نتوكل على الله دون أخذ بالأسباب المتاحة، بل لا بد  أن نأخذ بالأسباب ونربط أعناق الإبل، إذ ليس مناسبا أن نربط الناقة ونجلس نراقبها، أو نربط أنفسنا بها بحبل وننتظر … إنما نبذل جهدًا معقولًا، ثم  نطمئن إلى تدبير الله للأمور.

٢- خذ الكتاب بقوة!

إن التوكل على الله لا يعني أن يتوجب علينا القيام بشيء دائمًا، بل أحيانا قد يكون التوكل في ترك السبب إن كان الأخذ به مما لا يرضي الله.

لقد أجبرتنا الأعراف الاجتماعية على اتخاذ مواقف صعبة، سواء كانت بالتخلي عن معتقداتنا أو التحايل على تعاليمنا لتوافق المناسبات المجتمعية المنتشرة كعيد الهالوين مثلا.

إننا نواجه باستمرار مواقف مخالفة للمبادئ الإسلامية بإجماع علماء المسلمين. لذلك فإن علينا أن نتمسك بمبادئنا في إرضاء الله والتوكل عليه، مهما كلفنا ذلك من سخط العالم، فالثقة بالله تتطلب أن نعيش على النحو الذي يرضي الله لا الذي يرضي الناس..

٣- اجعل حياتك تتماشى مع الهدف من وجودك!

إن عبادة الله خالق كل شيء هي الغاية الوحيدة من وجودنا في هذا العالم، وعندما يتغير تصورنا، ولو قليلا، يتغير علينا كل شيء.

ولذا فإنه يجب علينا أن نتأمل في وجودنا لنستوعب الهدف الحقيقي من بقائنا هنا، وعندما ندركه فإننا نرى الحياة أوسع من ضيق مشاكلنا، ومن ثم نقر بأن الله خالقنا ومالك أمرنا فنتعلم التوكل والاعتماد عليه والثقة به وحده.

٤- لا تخش ما لا يمكنك التحكم فيه.

لأننا لا نملك في الحياة سوى نوايانا وأعمالنا؛ فإن قوتنا مقتصرة عليهم فحسب

وبالتالي، فالحياة مليئة بأشياء خارجة عن قدرتنا واستطاعتنا التحكم بها

فمثلا لا نتحكم فيما يفعله الناس أو كيف يشعرون، وإنما نملك كيفية تعاملنا معهم فحسب.

من هنا نتعلم الثقة بالله، وتكون مهمتنا هي مراقبة نوايانا. ونتعلم أن نثق بقدرته وملكه فلا نخشى ما لا نحيط به علما ولا نستطيع التحكم به، بل نخضع لإرادة الله وحده وهذه أصدق صور التحرر.

 

٥-ابقَ راضيًا؛ وإن لم يحدث ما توقعت.

إن مواقع التواصل الاجتماعي مصدر دائم لتأنيب أنفسنا بشدة، سواء عما كنا جديرين به ولم نتحرك إليه بعد، أو عما تركناه لأننا “نستحق الأفضل”.

نحن نحيا في زمان يغذي فينا فكرة انعدام الاستقرار  وذمه، ولا بد أن نستمر في طلب “المزيد، والمزيد، والمزيد”

إن الرضا لا يمنحنا الاستقرار فحسب، بل يملؤنا بالامتنان كذلك، وقد تلاشى جوهر هذا المفهوم بكل أسف بفعل الغطرسة؛ وانتهى بنا الحال إلى صراع مع ذواتنا من الداخل.

عندما نتفكر في كل الأمور التي سارت على نحو حسن

هذا يجعلنا نثق بحكمة الله وتدبيره في الأمور التي لم تسير على ما يراد

ونسلّم بأننا لا نعلم ما فيه الخير لنا، وأن قضاء الله هو الخير في كل أمر.

6- بالدعاء قوِ ثقتك بالله

يربينا الدعاء على الركون التام إلى الله، ويضعنا في المحل المناسب دائما، الذي فيه يسأل العبد ربه المعونة والتوفيق.

هذا دعاء عظيم تضيفه إلى دعائك اليومي:

عن أنس -رضي الله عنه-: قال رسول الله  :

‏”‏من قال-يعني إذا خرج من بيته-‏:‏ بسم الله توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله

يقال له‏:‏ هديت وكفيت ووقيت، وتنحى عنه الشيطان‏”‌‏.

‏ رواه أبو داود والترمذي، والنسائي وغيرهم‏.‏ وقال الترمذي‏:‏ حديث حسن، زاد أبو داود‏:‏ ‏

“‏فيقول ‏:‏-يعني الشيطان-لشيطان آخر‏:‏ كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقيّ ؟

رياض الصالحين – 83

 

٦-التوكل على الله هي أن تحفظ الله في كل شيء.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:

“كُنْت خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم يَوْمًا، فَقَالَ: يَا غُلَامِ!

إنِّي أُعَلِّمُك كَلِمَاتٍ: احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْك، احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَك، إذَا سَأَلْت فَاسْأَلْ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْت فَاسْتَعِنْ بِاَللَّهِ

وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوك بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوك إلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَك

وَإِنْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوك بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوك إلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْك؛ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ، وَجَفَّتْ الصُّحُفُ” . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ  [رقم :2516 ]

وآخر نصيحة تساعدك على التوكل

يرشدنا إليها هذا الحديث الشريف، والذي يوجه عقولنا نحو الفلاح ويخبرنا كيف نفعل ذلك فى رسالة مفادها ” احفظ الله يحفظك”

كلما زاد وعينا بإحاطة الله بنا وبخلقه وبكل حادث من شأنه أن يقلقنا ؛تعلمنا أن نتوكل عليه وحده.