لماذا يدعوا المسلمون دائمًا الله أن يغفر لهم؟ وما هي كيفية دعاء التوبة؟

 الإقرار بالذنب أمام الله.

ألا نتوب إلى الله عن الكبائر؟

تخيل أن صديقك المقرب سخر من امرأة تقف في طابور قائلًا: «انظروا لكل المثلجات التي اشترتها، ليس لها أن تتناول كل هذه الكمية!»، فقمت بمبادلته المزاح والضحك.

افترض ان ابنك جاء إليك للمرة المئة يسألك إذا كان مسموحًا أن يلعب ألعاب الفيديو، ومن ضجرك تدير عينك عنه قائلًا: «لا».

ماذا عن السائق الذي صرخت فيه لقطعه عليك الطريق،في كل تلك المواقف لم يتعاملوا بشكل سليم،ولا كذلك أنت

نحن جميعًا مذنبون، سواء علمنا بذلك، أم جهلنا في كثير من الأحيان.

لكن هناك حل واحد وهبه الله -عز وجل- لنا برحمته، وهو القدرة على طلب المغفرة مباشرة!

حين تتوب إلى الله فأنت تقر بضعفك أمام مولاك، وكذلك تقر برحمة الله، وأنك اخترت طريقًا مغايرًا لطريق الشيطان الذي رفض الإقرار بخطيئته، اختار أن يُخلد في النار على أن يتوب ويخشع ويستغفر الله.

حتى آدم –عليه السلام– حين عصى ربه، تاب على الفور، وسأل الله المغفرة.

وفي هذا بيان لمسالك وعاقبة أولئك الذين يستكبرون عن التوبة، وأولئك الذين يتوبون إلى ربهم.

 

سمات المؤمن

المؤمن دائم الإنابة إلى الله.

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة» [رواه البخاري].

هذا هو منهج رسول الله –صلى الله عليه وسلم– ونموذج نقتدي به.

يتحدث القرآن والسنة بشكل متكرر عن التوبة والعودة إلى الله، وفي هذا مسلك للتقرب إلى الله وتزكية أنفسنا.

يقول الله تعالى: ﴿إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين﴾ [البقرة: 222].

حين نتوب إلى الله، فإننا بذلك نقطع أشواطًا في رحلتنا الإيمانية نحو الفلاح.

حتى حين نصلى خمس مرات في اليوم، فإننا نظل لا نعلم ما إن كانت قُبلت أم لا، وحتى لو أدينا الحج، فلا يمكننا أن نعلم إذا كان قبل أم لا، وهكذا في سائر أعمالنا لا ندري حقيقة حالها، لذا يجدر بنا طلب المغفرة من الله يوميًّا.

يقول الله تعالى: ﴿وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون﴾ [النور: 31].

 

متى لا نستطيع التوبة إلى الله؟

 

لا يمكنك أن تتوب إلى الله حين تموت.

لكن حتى ذلك الحين، لا يفوت أبدًا أوان أن تعود إلى طريق ربك، وإياك أن تخشى عدم قبول الله لتوبتك، بل إن المؤمن يفكر في مولاه ويظل يرجو رحمته.

العودة إلى الله يمكن أن تحدث فقط وأنت على قيد الحياة، لكن حين ترحل عن هذه الأرض، ينتهي وقتك!

كل ما يمكنك فعله هو التماس عائلة وأصدقاء صالحين يستغفرون لك بعد موتك.

 

الآن أوان التوبة.

الآن، وليس في وقت آخر هذا اليوم، وليس عندما تتقدم في العمر، وإنما الآن، في هذه اللحظة، اسأل الله المغفرة.

أحيانًا يواجه بعض الناس مشكلات حيال هذا، ويرددون: لقد تماديت وابتعدت! لقد ارتكبت ذنوبًا كثيرة، فكيف لي أن أسأل الله شيئا؟! أوَلم يسمع الله مني؟!

هذه الخواطر حيلة! إن الشيطان يحاول أن يضيع عليك فرصتك في التوبة، يريد لك أن تصبح مثله، لكن الله يذكرنا في القرآن برحمته.

يقول الله تعالى: ﴿قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا﴾ [الزمر: 39].

التوبة النصوح

جزء من التوبة هو أن تكون صادقًا في طلبك المغفرة، وهذا يعني عزمك على عدم تكرار هذا الذنب مرة أخرى. وحتى إن زللت مرة أخرى، فانو ألا تكررها.

نحن نتوب لنفتدي أنفسنا أمام الله بما ارتكبناه من ذنوب.

نرنو لإصلاح علاقتنا بالله، فَلِكيْ تصح توبتك، يجب أن تكون صادقًا فيها، إحدى دلائل هذا الصدق تظهر في أفعالك، وهذا لا يوعِّيك بغرضك كله وحسب، وإنما أيضًا بمحاولة إصلاحه.

ضع هذا في اعتبارك وأنت تتوب إلى الله:

الحسنات يُذهبن السيئات، مثل: الصدقة، والعفو عن دين، واللطف، والكلمة الطيبة، وقراءة القرآن… إلخ.

إذا ظلمت أحدًا فاطلب منه العفو عنك.

إذا أخذت حق أحد، فرده إليه.

كيفية دعاء التوبة

دعاء يونس –عليه السلام–

قصة سيدنا يونس خير مثال على الرجوع إلى الله.

إنها قصة نبي كُلف بدعوة قومه لعبادة الله، وبعد وقت طويل من إعراض قومه، رحل عنهم بدون أن يأذن الله له، فوجد نفسه في بطن الحوت.

الدعاء الذي ردده موسى –عليه السلام– وذُكر في القرآن، يعد مثالًا لنا نحتذي به، ودعاءً فعالًا لندعو به ونحن نتوب إلى الله.

عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم–:‏ «دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ.‏ فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلاَّ اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ» [جامع الترمذي: 3505].

أيًّا كان ما تمر به، فستجد أن الحياة تَسهُل حين تتوب إلى الله، استغل وقتك في الدينا للعودة إلى الله، واجعلها عادة يومية لك.

في الإسلام نطلب المغفرة من الله تعالى مباشرة.

إذا كنت مهتمًّا بمعرفة مزيد عن كيف تصبح مسلمًا أو المغفرة في الإسلام، فسجل من هنا!